الأمن ينجح في محاصرة'الهوليغانز' والديربي يمر بسلام
مر الديربي 105، بين الغريمين التقليديين الوداد والرجاء البيضاويين، أول أمس الأحد، في أجواء رياضية عالية، ونجحت العناصر الأمنية في محاصرة "هوليغانز" لقاء القمة، الذي انتهى بالتعادل، صفر لمثله، وخرج بأقل خسائر ممكنة، وغير مسبوقة في مثل هذه اللقاءات.
عناصر الصقور تخفر حافلات تنقل المشجعين بعد نهاية المباراة (أيس بريس)
وسجلت مصالح الأمن اعتقال 4 أشخاص، وحجز تذاكر دخول مزورة، وشهب اصطناعية عند البوابات الرئيسية للملعب، إضافة إلى تكسير زجاج 13 حافلة تابعة لشركة "مدينة بيس"، 7 قبل المباراة، و6 بعد نهايتها، فيما نقل 5 مشجعين إلى مستشفى ابن رشد، بعد إصابتهم بجروج طفيفة، نتيجة الازدحام أو السقوط.
وذكر مصدر أمني أنه لأول مرة تمر مقابلة من حجم الديربي من دون تسجيل أعمال شغب، مشيرا إلى أن الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذت، والترتيبات التي وضعت، إضافة إلى وعي مسؤولي الفريقين والجمهور البيضاوي، بأهمية التصدي للشغب، جعل المباراة تمر في مستوى كبير، سادت خلاله الروح الرياضية العالية.
وأضاف المصدر الأمني أنه جرى اعتقال 4 مشجعين، أحدهم بحوزته قطع شيرا، والثاني لص هواتف محمولة، ضبط بحوزته 3 هواتف، والثالث يتعاطى للصاق "السيليسيون"، والرابع كان بحوزته سلاح أبيض، موضحا أنه جرى كذلك ضبط عدد من تذاكر الدخول تبين أنها مزورة.
وشدد المصدر ذاته على أنه لم يجر استعمال أي شهب اصطناعية خلال المباراة، إذ حالت إجراءات التفتيش المدققة عند البوابات، دون إدخالها مع حجزها، مشيرا إلى أن مصالح الأمن، سبق أن خاضت حملات استباقية ضد مروجي هذه الشهب بأحياء العاصمة الاقتصادية، وحجزت عددا منها بعدة مناطق بالبيضاء.
وقال المصدر إن مصالح الأمن، التي جندت 4 آلاف رجل أمن، فرضت إجراءات تفتيش مدققة على كل المشجعين، وخصصت شرطيات لتفتيش المشجعات، ما حال دون إدخال شهب أو أشياء ممنوعة.
وحسب مصدر من الوقاية المدنية، تدخلت العناصر التي جندت للمباراة لنقل 5 مشجعين إلى مستشفى ابن رشد، أصيبوا بجروح خفيفة، نتيجة السقوط أو الازدحام، بالبوابات رقم 17 و22 و14.
وفي السياق ذاته، أعرب مسؤول بشركة "مدينة بيس"عن ارتياحه للأجواء التي مر فيها الديربي، مشيدا بالمجهودات التي بذلتها مصالح الأمن بالدارالبيضاء، للحيلولة دون وقوع أعمال تخريب تطال الحافلات.
وقال المصدر ذاته إن شركة "مدينة بيس"، خصصت 3 خطوط خاصة لنقل المشجعين، إلى جانب باقي الخطوط، ووضعت رهن إشارتهم أزيد من 100 حافلة. وأضاف أن الخط 33 في اتجاه البرنوصي والأزهر وأناسي (44 حافلة)، والخط 17 في اتجاه ساحة السراغنة (22 حافلة)، والخط 2 في اتجاه الحي المحمدي وسيدي مومن (40 حافلة).
وقام عناصر الصقور الدراجين، بخفر حافلات النقل الحضري، ومرافقتها إلى حين قطع مسافة خارج وسط المدينة، كما رافق عناصر الأمن كوكبات الجماهير، منذ مغادرة الملعب إلى حين ركوبها الحافلات أو سيارات الأجرة. وضربت كذلك حراسة مشددة عند مواقف الحافلات وسيارات الأجرة، لتسهيل عملية نقل المشجعين في اتجاه أحيائهم.
وامتلأت جنبات الملعب والشوارع المؤدية إليه، بشعارات تكلفت شركة خاصة بإعدادها للقيام بحملة تحسيسية لمناهضة الشغب، تدعو إلى التحلي بالروح الرياضية "لا للشغب"، و"الوداد والرجاء جينا للفراجة". وجندت الشركة الخاصة من جانبها ألف رجل أمن خاص، انتشروا في جنبات الملعب، للمساهمة في الحفاظ على الأمن.
كما نجح المسؤولون الأمنيون بولاية أمن أنفا في نهج خطة استباقية لمواجهة الشغب، بعد أن انتشر حراس الأمن ومفتشو الشرطة وضباط الأمن ابتداء من الثامنة صباحا بملعب محمد الخامس، بعد أن توافدت الجماهير البيضاوية على الملعب قبل بداية المباراة بأربع ساعات، وتمكنت عناصر الأمن من حفظ النظام العام والتعامل بمهنية مع المشجعين، الذين أبانوا بدورهم عن روح رياضية عالية بعد نهاية المباراة، ومغادرتهم الملعب في صف واحد، دون إثارة مشاكل.
وأفادت مصادر متطابقة أن السلطات المحلية منعت على الفريق المنظم للمباراة (الوداد البيضاوي) تجاوز بيع أكثر من 46 ألفا و500 تذكرة، خوفا من الاكتظاظ، ووقوع خسائر بشرية نتيجة الازدحام الذي تشهده البوابات الرئيسية لملعب محمد الخامس، غير أن العدد الإجمالي للجمهور تجاوز التذاكر المخصصة للمباراة بكثير (حوالي 70 ألف متفرج).
وعملت جميع عناصر الدوائر الأمنية التابعة لأمن أنفا، أول أمس الأحد، بنظام الديمومة، مخافة وقوع أعمال شغب بعد مباراة الديربي.
وعززت العناصر الأمنية المكلفة بمراقبة البوابات الرئيسية لملعب محمد الخامس، بعناصر من الدرك الملكي وقوات التدخل السريع، و(البلير) وعناصر أمن مازالت بصدد التدريب بالمعهد الملكي للشرطة، الأمر الذي ساهم في نجاح خطة مواجهة كل أشكال الشغب قبل وبعد مباراة الديربي، التي حبست أنفاس البيضاويين لأسبوع كامل.
المصدر:
www.almaghribia.ma